ساكنة جدا .. كريح احتبست في رئة ميتة ..رأيتها ..تصعد سلالم المستشى ببطء ..تبحث عن قسم القلب بحيرتها الأولى .. تود لو تسرع لأن الثقوب السوداء في قلبها تتسع كثيرا ..لكنها تمشي بالبطء ذاته ..لماذا تفعل هذه المرة ما توده ..وهي تتجاهل كل رغباتها منذ فترة ليست قصيرة لأنها ترغب فقط في تجاهلها ..”غباء !” ..تصل أخيرا لرفاقها ذوي القلوب الضعيفة .. الطلبة تلتف حول الدكتور وهو يشرح على احدى الرفاق .. يتكلم بسرعة ..يبتسم بين الجمل ..الطلبة يبادلونه الابتسام ..وهي تخجل من أن تبتسم في حضرة كل هذا الألم .. التأوهات تملأ العنبر .. تملأ المستشفى .. تملأها ..تشطرها نصفين .. نصف يتعذب من أجلهم .. ونصف يحسدهم لأنهم بإمكانهم رتق الثقوب بالآه .. أما هي فتمضي .. لا تتأوه .. لا تضع يدها على قلبها .. لا تدثره من البرد الذي يأكله كحبة فراولة .. تعرف أنه سليم تماما ..ولن يرتبك في الشاشات الكثيرة ..لكنها تتيقن من كونه مليء بالثقوب الصغيرة التي تضيق حتى تختفي في النهار وتتسع كثقب الأوزون في الليل حتى يصير بإمكانها أن تبتلع الكون دون غصة .. ينتهي الدكتور من الشرح .. تغادر مع بقية الطلبة إلى قاعة الراوند .. تعيش أكثر لحظات يومها غربة بين فتيان وفتيات فشلت طوال أربع سنوات مضت في معايشتهم ومجاراتهم كـ رفاق !.. تجلس بوحدتها الأولى والثانية والثالثة واللانهائية ..ساكنة جدا .. الأغنية في أذنها تتشكل على وقع النبض .. تلائم قلبها تماما ..تعدد “forty one ways to die” ..تقاطع ذراعيها على الديسك أمامها ..تلقي برأسها فوقهما .. تغمض عينيها .. لا ترى عالمهم .. تتمنى و تتمنى لو لا يراها بدوره .. تصدق أن هذا حدث .. ورغم الموت الذي ينساب داخلها بواحد وأربعين طريقة .. تخترقها أحاديث الفتيات كأسهم شاردة .. كـ “وليام تيل” فاشل يقتل ابنه بكل الطرق ..ثم يجلس بجواره يقضم التفاحة ..احداهن تشتكي أن رأسها سيحترق لكثرة الكتب التي قراتها .. تجيبها الأخرى أنها لا تمتلك صبرا تقرأ به ” ميكي ماوس” ..تغيظها الأولى ..لا تأبه للأخيرة .ترفع رأسها لذات الرأس المحترق ..تمسك في يدها كتابا ..لا تستطيع أن ترى العنوان .. تكتشف طريقة ثانية وأربعين للموت ..تشبّ بجسدها ..تفشل مرة أخرى ..تخرج من سكونها أخيرا وتسأل ذات الرأس المحترق ا أن تريها إياه ..تناوله لها بود ..”لعنة الفراعنة …. أنيس منصور” ..ترتاح و تعيده إليها..تعود لسكونها .. حسنا ..هي تحب أنيس منصور ..ولكن الفراعنة بلعناتهم لا يستهوها كثيرا..ينتهي الراوند .. تغادر بالبطء ذاته .. وبعد ارهاق طويل على مكاتب الموظفين من أجل امضاء وطابع ودمغة ..تعود لبيتها .. أمها تشاهد برنامج ديني بعين دامعة .. تسألها عن سبب دموعها قبل أن تنتبه للبرنامج .. فتجيب أنها تحلم لو كانت أفضل .. تدخل غرفتها وهي لا تفكر بحال أفضل لنفسها .. تتكور على السرير كجنين ..ساكنة جدا .. والريح في صدرها تتحول لاعصار … في حالتها هذه تستطيع تشكيل كلمات كرماح وأسهم ..تصوبها كيف تشاء .. اجتماع ما يتضاد يؤلم كثيرا .. عليها الانتظار حتى ينصهر أحدهما !
ترقص؟ _ أرقص _ غصب عني _ غصب عني أرقص !
شرايين قلب بحجم قبضة العالم !
- لأنني أحبك ..
- نكنس ونقول يا ليل ، نمسح ونقول يا عين ..
- في البُعد الذي لا نستطيع أن نصِل ..
- أشعر ..
- صدري لا يتسع إلا لجَرو صغير ..
- الحلم عفريت .. لا يفنى !
- ثم لم نبقى ..
- وليس بـ ساكن !
- وتتهيأ !
- بين الحزن والغضب .. صرخة !
- حين ينحشر الدم في قلبي !
- فصول من مطر !
- مشتاقة !
- تختلف الأوجاع .. وسبيل الراحة واحد !
- !!!
- ليكتمل الهلاك !
- كأس الصفيح !
- بين كوني دودة أرض أو محررة نشرة !
- فما الجدوى إذن !ـ
- كـ أعلام منتصرة !
التصنيفات
- 1 (3)
- diaries (74)
- My inbox (1)
- فصل في حياة رجل عادي ! (2)
- ملصقات على الجدار (6)
- مؤشر المزاج ! (17)
- ألبوم صور (8)
- باتجاه السماء ! (5)
- رواية لن تكتمل (1)
- ربنا وتقبل دعاء (14)
- ساحة للرقص! (57)
- صندوق الموسيقى (26)
- تانجو عربي ! (1)
- عش دبابير الذكريات (3)
الأرشيف
- ماي 2016 (4)
- أفريل 2016 (3)
- مارس 2015 (1)
- نوفمبر 2014 (1)
- ديسمبر 2012 (1)
- أكتوبر 2012 (4)
- سبتمبر 2012 (5)
- جويلية 2012 (4)
- جوان 2012 (1)
- ماي 2012 (1)
- جانفي 2012 (1)
- نوفمبر 2011 (5)
- أكتوبر 2011 (4)
- جويلية 2011 (2)
- جوان 2011 (2)
- ماي 2011 (5)
- أفريل 2011 (15)
- مارس 2011 (7)
- فيفري 2011 (7)
- جانفي 2011 (2)
- ديسمبر 2010 (3)
- نوفمبر 2010 (3)
- أكتوبر 2010 (8)
- سبتمبر 2010 (15)
- أوت 2010 (10)
- جويلية 2010 (6)
- جوان 2010 (12)
- ماي 2010 (3)
- جانفي 2010 (1)
- ديسمبر 2009 (3)
- نوفمبر 2009 (11)
- أكتوبر 2009 (21)
- سبتمبر 2009 (27)
- أوت 2009 (27)
- جويلية 2009 (15)
- مارس 2009 (1)
شباك تذاكر الزوار
- 139٬962 hits
محمود درويش:
إذا انحنيت .. انحنى تل وضاعت سماء
ولا تعود جديرا بقبلة أو دعـــاء
أحن إلى خبز أمي ..وقهوة أمي ..ولمسة أمي
وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع أمي ..
For connection
doaa.sh3ban@yahoo.com
تعليقات كـ الندى و المطر و الورد
Mokhtar على لأنني أحبك .. | |
ayya على اسم المكان : “حنـيـن… | |
rayom على أنا قطعة قطايف بلا طعم .. وأنت… | |
Mokhtar Al-Harti على حتى نعرف معنى الأجازة ..* | |
Mokhtar Al-Harti على في البُعد الذي لا نستطيع أن نص… |
6تعليقات
Comments feed for this article
6 ديسمبر 2009 في 10:43 ص
محمد أبو زيد
هنا أنا يا “دُعاء” أقرأُكِ وسَأظل
6 ديسمبر 2009 في 1:51 م
Doaa
شكرا لوجودك يا محمد … شكرا
7 ديسمبر 2009 في 1:14 ص
yasser
أعرفها .. نعم أعرفها ..
أهي تلك الفتاة التي سقطت كل أوراق أصدقائها .. الا واحدة فقط ؟
اذا كانت هي فقولي لها أني أشعر بها رغم اني لا أعرفها .. وأعرف أنها حزينة رغم أنها لم تبوح لي
دعاء من فضلك ارسلي اليها مني حمامتين زاجلتين واحدة للسلام .. والاخرى دعائي لها براحة البال
واعذريني على غيابى
10 ديسمبر 2009 في 3:23 م
Doaa
الحمامتين تنامين على كتفيها الآن يا ياسر … هل هما من حمام مكة؟؟
ها هي تخبرني أنها تشعر بالسلام في قلبها وتتساءل هل ثمة شخص دعا لها بصدق؟؟
أخبرها أنه أنت ؟؟
21 فيفري 2010 في 2:37 م
صاحب السر
هل يمنح الحمام السكينة طالما تساءلت لمذا يغنون لنا بذبحه كي ننام .. ربما كانو يقصدون هذا الهم المثالي الأبيض الذي يرفرف بين ضلوعنا ..كأنه انتصار للمجهول .. وانتظار للعبث .. إلى هذه الفتاة القوية الضعيفة ..المنهكة إلى حد الحلم والوحيدة إلى حد اختلاق الصحبة ، واختراق الكآبة ، أدخلك الله في سر أسرار قوله ” إن مع العسر يسرا ” وفي رحاب رجاء عطاء ” ولسوف يعطيك ربك فترضى “
1 مارس 2010 في 12:38 م
عابدة لأحزاني
لطالما حاولت أن أظل فاصلا بين النار بداخلي وعصف الرياح من حولي كي لا أنفجر…والآن أنتِ تحرضين اليأس في فوضاي أن يصرخ بالتمرد والرفض والانعتاق فهل ينفجر معناي فيك؟؟!!!